اخراج : ايليم كليموف
قصة وسيناريو: اليس اداموفيتش وايليم كليموف
إنتاج : ١٩٨٥
-قصة الفيلم
تدور أحداث الفيلم خلال الحرب العالمية الثانية وبالتحديد فى بيلاروسيا التابعة للاتحاد السوفيتى وقتها وبطل الفيلم هو الفتى فلوريا الذي يطمح للانضمام للمقاومة الشعبية لمحاربة النازيين ولكن أمه ترفض أن يذهب إلى المقاومة ولكن يذهب رغما عنها وبالفعل ينضم ويذهب مع الكتيبة ويترك أمه واخواته ولكن ياتى قائد المقاومة ليفرز الجنود ليأخذ منهم الأفضل بدنيا ويترك الباقى لسوء حظ فلوريا لم يتم اختياره ضمن المقاومة وينصدم فلوريا من القرار ولذلك يقرر الرجوع الى قريته ولكن لم تكن كما كانت بل خالية من الفلاحين ليكتشف بعد ذلك أن القرية تم تصفيتها من قبل الألمان ثم يدخل نوبة ذعر وعدم اتزان بسبب رعب الألمان النازيين.
-فيلم come and see و هو فيلم حربى ولكن ليس فيلم يحمل بروباجندا خاصة للاتحاد السوفيتي بل الفيلم يقدم جرائم النازيين بشكل قاصى وبدون حرج بل يقدم كل جرائم الألمان بشكل صريح وايضا الفيلم ادخل الجانب المرعب ولكن بطريقة نفسية من خلال فلوريا لأنه هو من يقدم لنا جرائم الحرب من خلال تعبيرات وجه غريبة.
ايضا الفيلم يحمل هوية بصرية مميزة ولا تحتاج لخبير لكى يشرح لك مدى دقة وإبداع الصور والكادرات حتى المشاهد الذى قدمها فلوريا بوجهه من خلال تعبيرات حادة لم تكن منفرة بل قدمت داخل مجموعة صور يوصفها فلوريا بوجهه الملئ بالإحباط والخوف والرعب والانتقام وايضا عدم فهم ما يحدث وعدم استيعابه للموقف وكل تلك التعبيرات فى صورة واحدة جعلت المخرج ليس صانعها لوحده بل يوجد مصور أيضا يفهم الفيلم وطبيعة الحرب.
والفيلم ليس فيلم مسلى على الإطلاق بل يحمل مشاهد العنيفة وليس فى صورها بل اقصد فى مدى تأثيرها والكثير من المشاهد العنيفة لم يتم تصويرها للمشاهد حتى يشعر بمدى فظاعة الحرب بل هناك مشاهد كثيرة لم يقدمها المخرج بل ترك المشاهد يتخيل مايحدث للضحايا المغلوبين على أمرهم وذلك ترك تأثير قوى عليا شخصيا.
والفيلم أيضا لم يدخل فى تكتيكات حربية مثل باقى الافلام الحربية المشهورة بل قدم المخرج جانب واقعى من الحرب وهى الهمجية فى القتل والعنصرية الزائدة عند الجنود تجاه الضحايا وعدم احترام مبدأ الإنسانية ولا يوجد أى عمل عسكرى تكتيكى من الألمان بل يتم تنفيذ الأوامر بشكل همجى وذلك ذكاء من المخرج لأنه قدم لنا الحرب بشكل الحقيقى.
أما الإنجاز الآخر فى الفيلم شخصية فلوريا ويقدم لنا الفتى رحلة مأساوية من خلال منظوره ومعاناة الحرب للاخرين ايضا ولكن أيضا الشخصية لم تكن وحيدة فى الفيلم بل يصاحبه العديد من الأشخاص خلال الفيلم ولكن فى الحقيقة لم اشعر بأى اتصال بينه وبين الفتاه فى النصف الأول من الفيلم ولكن النصف الثانى اجتمع مرة أخرى مع جنود المقاومة وكان التواصل فى افضل احواله بينه وبين الجنود.
أما الجزء الأخير من الفيلم وكان أكثر من نصف ساعة كانت شخصية فلوريا تتدنى بشكل سريع من ما يحدث أمامه و رآه بعينه أن الحرب ليست مجرد شجاعة فقط بل من الممكن أن تكون ضحية وحتى لن ينفعك السلاح أمام الكثرة العددية للعدو.
ولكن ما هي الرسالة التي ينقلها الفيلم؟ والرسالة هى كيف تدمر الحرب الطبيعة بكل مافيها من جمال وكيف تصمد الطبيعة أمام تلك الظروف وقد لاحظت خلال الفيلم أن المخرج مصمم على عرض مشاهد طبيعية جميلة بالرغم من بشاعة الأحداث وايضا قدم المخرج كيف تم سرقة موارد الفلاحين وايضا قتلهم بلارحمة وكيف سوف يخرج اى شخص من تلك الحرب بشخصية أخرى غير الذى كان عليها من قبل.
قدم لنا فيلم come and see رحلة مرعبة من عين فلوريا الذى يعانى خلال الحرب العالمية الثانية والذى ينتقل من موقف سيئ الى اسوأ منه وقدم ايضا المخرج كليموف وجهة نظره فى الحرب التى تدمر البشرية والطبيعة ومن وجهة نظره اذا تدمرت الطبيعة والبشرية لن يتبقى شئ الا العنف والعنصرية والغوغائية.
التقييم النهائي 9/10
https://www.facebook.com/filmreviewcinema/
https://www.twitter.com/cinematicworld7
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق